الاثنين، 25 أغسطس 2008

يومين غراب ( مسرحية كوميدية ساخرة )

المشهد الاول : وائل فى الدقى بعد كورس الكورى وائل داخل نفسه : أنا شامم ريحة عيش جميلة أه العيش بتاع الفرن و احنا العيش عندنا وحش طيب ما أجيب منه اروح اشترى شنطة و أجيب منه و توفير أهو عشرين رغيف بجنيه واحد و الطابور شكله منظم و مفيهوش ضرب خلاص .فى طابور العيش بعد شراء الشنطة بربع جنيه من بتاع اللب :وائل : هو الراجل ليه شغال خبز الله ينور و الطابور مبيمشيش فتاة خارجة من ناحية الباب الايمن للفرن شايلة قفص كبير مليان عيش : السكة لو سمحت وسع ذهبت الفتاة ثم عادت مرة اخرى و اخذت قفص اخر : و السكة لو سمحت رجل عامل من نفس ناحية الباب يخرج بقفص ملىء بالعيش كبير : سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسو بينما الاقفاص عمالة تترص فوق بعضها فى الجانب الايمن وائل يسئل الواقفين فى الطابور : هو العيش ده بتاع ايه ؟رد عليه الراجل اللى واقف قدامه : ده بتاع المجاملات و الشغل .فرد وائل : مجاملات ايه رد راجل اخر : المجاملات للناس اللى همة و شغل المطاعم الخ فرد واحد : يعنى احنا نطلتع فى الطابور و العيش بيتسرق و انتو ساكتين ليه فرد عدد من الاشخاص : يعنى هنعمل ايه يعنىفرد وائل : دحنا نعملهم محضر فرد رجل بغتاتة : روح يا عم اعمل محضر وائل : و ماله اعمل محضر فين اقرب قسم نظرة استغراب من الجميع ( ده مجنون ده ولا ايه )رد شخص على اول الشارع قسم الدقى .
المشهد الثانى فى قسم الدقى :
توجه وائل لأول الشارع و وصل لقسم الدقى ووقف امام بوابة مغلقة يحرصها عسكرى شرطة .وائل : سلام عليكم الدخول منين لو سمحت .العسكرى : و عليكم السلام و عايز تدخل ليه .وائل : عايز اقدم بلاغ .العسكرى الحشرى : ليه عن ايه .وائل : فى مخبز الدقى التابع للشركة العامة لمخابز القاهرة الكبرى عشان بيهرب عيش العسكرى : يا عم ليه كده خليها على الله .وائل : لا ماهو كده هنفضل ناخد على قفانا .العسكرى : براحتك لف الدخول مش من هنا البوابة الناحية التانية .و يستعجب وائل يعنى انت لما البوابة من الناحية التانية و الدخول مش من عندك عمال ترغى ليه .يتوجه وائل للبوابة الثانية و يستوقفة امين شرطة .أمين الشرطة : عايز أيه يبنى ؟وائل : عايز ادخل اقدم بلاغ الامين : طيب ادخل يمين فى شمال فى شمال و امشى للأخر هتلاقى سلم انزل تحت و قدم البلاغ يدخل وائل كما وصف الامين له و يصل للمكان ليرى ظابط ملازم و اتنين امناء و حجز فاضى مفيهوش مجرمين .الظابط الملازم : خير فى ايه وائل : عايز اقدم بلاغ فى الشركة العامة لمخابز القاهرة الكبرى عشان فيه مخبز اللى فى الدقى بيهرب عيش فعايز حد يروح يضبطهم متلبسين ينظر الظابط و الامين لبعضهم البعض بأستعجاب شديد و سخرية .يقول الظابط : يا ساتر يعنى وصلت بيهم السفاقة انهم يهربوا العيش و يبيعوه ياااااااااااهينفجر الامين بالضحك و لكن يحاول كتم ضحكته تصل لوائل الرسالة من عنوانها و يقول : ايوة هو ده اللى بيحصل حضرتكم هتعملوا ايه .فيقول امين : انت لازم تحدد مينفعش يبقى البلاغ عام فى شركة المخابز ككل لازم يبقى معاك اسم الفرن نفسه .وائل اسم الفرن : مخبز و منفذ بيع الدقى .الامين : اه بس ده مش كفاية لازم تجيب اسم صاحب الفرن .وائل : يعنى انا هروح لصاحب الفرن اقوله هات اسمك لو سمحت عشان اقدم فيك بلاغ و يتدخل الظابط مرة اخرى .الظابط : بص يبنى عشان اجبلك الخلاصة الموضوع ده اللى ليهم سلطة فيه شرطة التموين مش احنا هما اللى ممكن يمسكوهم متلبسين و معاهم الضبطية القضائية انما انا هعملك محضر و يترمى فى النيابة يتركن و خلاص و مفيش حد مننا يقدر يروح يعمل حاجة فى الفرن .وائل بأستعجاب : يعنى ده اللى حضرتكم تقدروا تعملوه طيب انا اروح لشرطة التموين ازاى ؟فرد الامين بأبتسامة تعسيف : الادارة العامة لشرطة التموين فى شارع القصر العينى وائل : ماشى و ماله هروح شكرا سلام عليكم الظابط : و عليكم السلام .يخرج وائل من القسم و مليان غضب بداخله من السلبية و الروتين المتخلف و فى نفس الوقت بداخله صراع هل يكمل و يخلص ضميره ولا يروح الوقفة الاحتجاجية للتضامن مع شباب 6 ابريل المعتقلين ولا يروح للبيت عشان يستقبل والدته عند عودتها من المستشفى .و يقرر الوائل بعد تفكير ان يكمل فى موضوع العيش و يركب ميكروباص و يتجه نحو القصر العينى ليصل الى الادارة العامة لشرطة و مباحث التموين فى مبنى وزارة التضامن الاجتماعى .عند الباب .حارس فى كشك : ايوة يا استاذ .وائل : انا عايز الادارة العامة لشرطة و مباحث التموين الحارس : ليه .وائل : عندى بلاغ عايز اقدمه الحارس : طيب ادخل الادارة فى الوش على ايدك اليمين .يدخل وائل للأدارة علما بأن هذه الادارة هى الادارة الرئيسية لشرطة التمويل المسئولة عن جمهورية مصر كلها .يستوقف وائل ظابط و عسكرى عند مدخل الادارة العامة لشرطة و مباحث التموين .الظابط : عايز ايه يبنى ؟وائل : عايز اقدم بلاغ الظابط : فى مين ؟ وائل : فى الشركة العامة لمخابز القاهرة الكبرى الخ الخ الخ الخ الظابط بنظرة استعجاب و سخرية : لا تعالى بكره من الساعة 9 صباحا للساعة 5 مسائا عشان مفيش ظباط دلوقت .وائل بأستعجاب شديد : يعنى الادارة العامة مفيهاش ظباط شكرررررا جدا جدا و يخرج وائل من المبنى و هو مليىء بالغضب الممذوج بالسخرية من الحالة التى يرثى لها البلاد فقضية مثل تلك القضية التى تعد اهم قضايا مصر أزمة الخبز المدعم و الذى يتكبد الشعب العناء فى دفع هذا الدعم و فى النهاية تكون الرقابة بهذا الشكل السلبى يقول فى عقله :كل رغيف اتسرق من ساعة ما قررت ابلغ مسئول عن سرقته من اصغر مسئول انا بلغته لاكبر مسئول سواء وزير الداخلية او وزير التضامن الاجتماعى و ر رئيس الوزراء و المسئول الاكبر رئيس الجمهورية اضافة طبعا لمفتش التموين الموجود بالمخبز و كمان الخبازين و صاحب المخبز و البياعين و اللى بيشتروا منهم العيش المتهرب و الشركة العامة لمخابز القاهرة الكبرى و المواطنين اللى شافوا ده بيحصل و سكتوا كل دول مسئولين لو مش امام القانون او امام الضمير يبقى امام الله .يتجه وائل لمنزله فى حالة من الغضب و مسائا يدخل على الفيس بوك و يكمل مناظراته مع مؤيدين الحزب الوطنى و محبى الحكومة و يسرد القصة .و بالطبع كالعادة الهجوم على وائل و اتهامة بأختلاق القصص و الكذب من مؤيدين الحزب الوطنى و فى وسط الهجوم يظهر طارق من اعند الشخصيات اللى بتتناقش مع وائل فى الجروب و دايما يهدده بأنه واصل و هيجيبه و وائل بياخد تهديداته دى بأستهزاء و يقوله دائما جملته الشهيرة سأسأ كوسة .و فجأة :طارق :وائل دى نمرة الدكتور على مصلحى وزير التضامن الاجتماعى و اسم مديرين مكتبه فلان و فلان ممكن تروحلهم او تكلمه و تحكيله الموضوع اذا كنت فعلا صادق و عندك ضمير عايز تحل المشكلة .وائل : انا بالفعل رحت الوزارة و مش هرحلها تانى انا كنت بفكر اطلع الحكاية على الاعلام وش بس مفيش مشكلة اكلمه ايه يعنى .ياخد وائل النمرة و يسجلها و يتأمل بأن ده فخ عامله طارق عشان يعرف اذا كنت كذاب ولا لا و اكيد دى مش نمرة الوزير .المهم ثانى يوم يوم الاربعاء وائل نزل راح الكورس كالعادة و اشترى كارت شحن شحن الموبايل ثم بعد ما رجع اكتوبر و الهدوء القاتل قال و هخسر ايه لما اجرب اتصل ايه يعنىحتى لو حوار ، و يطلع وائل النمرة اللى كانت غريبة جدا و يتصل :شخص فى صوته وقار يرد : الو وائل : الو سلام عليكم الشخص الكبير : و عليكم السلام مين معايا ؟وائل : حضرتك الدكتور على مصلحى الوزير : نعم انا الوزير على مصلحى مين معايا ؟وائل : انا مواطن مصرى و عندى بلاغ ابلغه لحضرتك الوزير : اتفضل وائل : انا رحت مخبز و فرن ............... الخ الخ الخ الى اخر الحكاية بالتفصيل الوزير : قالولك فى الادارة العامة مفيش ظباط ؟وائل : ايوة حضرتك الوزير : انت اسمك ايه ؟وائل : وائل فهمى ابراهيم زكى الوزير : و الفرن عنوانه ايه بالظبط ؟ وائل : شارع التحرير جمب المترو على طول الوزير : طيب يا وائل شكراوائل : شكرا على تعاونك فى استقبال البلاغ سلام عليكم الوزير : سلام عليكم .و انتهت المكالمة و استعجب وائل جدا و هو يعلم بالطبع ان اسمه اتاخد يتعمل عليه تحريات لمعرفة جاب نمرة التليفون الشخصى للوزير منين لكنه شعر بسعادة انه استطاع ان يوصل الامر للوزير لكن فى نفس الوقت الموضوع بالنسبة له منتهاش لا ده ابتدا لان وائل هيروح الفرن تانى و يشوف بعد ما بلغ الوزير ايه اللى حصل و يتمنى ان المشكلة تكون اتحلت .

و بالفعل يمر اسبوع و لم يمر وائل على منطقة الدقى . و بعد كده يجيى يوم الكورس و ينزل الدقى و بعد ما خلص تانى راح قالى يعدى على الفرن يشوف ايه اللى حصل فيه . لقى وائل باب حديد جديد على يمين شباك التوزيع بتاع الفرن لونه اخضر . ( ايه علاقة ده بالموضوع مش عارف ) و لقى وائل راجل منفجر من الغضب و عمال يزعق و يقول انا هطلبلكم الشرطة . فذكره الرجل بنفسه من اسبوع فات . فتدخل وائل و قال فيه ايه فقالوا مش بيدوا الناس عيش و برضوا بيترصص جوه على اليمين . نظر وائل لقى نفس العاملين بنفس مفتش التموين و كل شىء زى ما هو متغيرش غير الباب الجديد بس .
فوائل قال للرجل متكلمش الشرطة مش هتعملك حاجة .
فالراجل قال : ازاى انا هكلمهم مش هسكت .
وائل قاله : ده مش اختصاصهم ده اختصاص مباحث التموين و اجيبلك من الاخر انا كلمت الوزير نفسه الاسبوع اللى فات و محصلش حاجة .
تدخل راجل تانى : يا عم صلى على النبى شرطة ايه بيقولك كلم الوزير و متغيرش حاجة انتوا فاكرين اننا فى عصر عمر بن الخطاب .
راجل تالت : يا عم حد يراضى الناس اللى فى الفرن دى و يخلونا نمشى و خلاص .
وائل ياخد بعضه و يمشى محبط و مش عارف يعمل ايه ؟ الحل فى ايه و ازاى الحل الوحيد اننا نفرض سياستنا بنفسنا طالما الحكومة مش عارفة تفرض السياسة اللازمة و كان قد سمع ان فيه مخابز فى شبرا بيجلهم الناس بالسلاح الابيض و النبابيت من الصبح و يراقبوهم عشان ميسراقوش . ماهى بقت غابة مفيش حل غير ده .


بعد ثلاثة اسابيع الفرن اغلق و تم توقيفه عن العمل و السبب مجهول .

ليست هناك تعليقات: