الأحد، 13 ديسمبر 2009

الشاب السياسى

لقب الشاب السياسى ، زى الشاب الفنان ، الشيخ الخ القاب سهل اوى تحصل عليها فى مصر دلوقتى فى مجتمع يصدر احكامه من الظاهر لا من الباطن .عايز تبقى شيخ و كل الناس تقدرك بسيطة ربى ذقنك و البس جلبيه او قصر البنطلون ، عايز تاخد لقب الفنان البس نضاره شمس و اشترى جيتار ب 150 جنيه و امشى بيه على طول فى الشارع . عايز تبقى سياسى ابسط و ابسط مجرد انك تشتم بس فى الحكومة و تقول عليهم حرامية و تحط صورة على الفيس بوك لجمال مبارك عليه اكس حمره كده بقيت سياسى منتهى البساطة اللى فى الدنيا .لما تكون شاب او شابه ضعيف الشخصية بتعانى من الفراغ ، مش مكتشف موهبتك و ملكش هدف من الحياة . ساعتها ممكن تاخد دور السياسى هيحققلك كل النقص اللى عندك و من غير تعب . الانترنت سهل علينا كل شىء . و هتبقى انت الفريد من نوعك وسط الشباب و مين عارف ممكن تقابل ناس شباب زيك تانيين و مش بس يبقى انترنت لا تنزلوا الشارع مش هتعملوا نشاط للناس و تتعب و بتاع لا لا اوعى تفهم غلط !هتروحوا عالقهوة تتجمعوا و تقفوا عالسلالم تجعجعوا و الناس تتفرج عليكم و الامن حوليكم ، يا سلام احساس جميل ايه الشجاعة دى .و لو كان عندك فراغ عاطفى ممكن تاخدلك صورة عالسلم و الامن حواليك و انت واقف اسد و مش خايف منهم و ساعتها هتظبط كتير مفيش احلى من جاذبية السياسى .شوية شوية هتصدق الكذبة و هتحس انك اسمى و اعلى من الناس اللى حواليك انت السياسى المهموم باوهام الوطن اللى مش ساكت ، الحر اللى مش زى الناس الباقية العبيد .و ممكن تبقى مادة خام لناس تانية منها تستفيد ، الحكومة تستفيد منك عشان تثبت للعالم ان عندها حرية تعبير و ديمقراطية و انت الدليل .او الناس التانيين الوحشين اللى فى الغرب بعد المحيط الاطلنطى و اللى فى الشرق بعد الخليج العربى يستخدموك لمصلحتهم داخل مصر . يعنى بقى ليك فايدة بدل ما كنت نكره .و لو جيه حد يسألك طب فين نتيجة سياستك يا سياسى الدنيا من حوالينا متغيرتش ليه مغيرتهاش ليه ده مش ذنبك لانك مش هتغير لوحدك و انت متقدرش تغير البلد لوحدك .أى نعم كان فيه سياسيين زمان افراد لوحدهم عملوا فرق و غيروا لكن دول كانوا سياسيين غيرك مينفعش معاك النظام بتاعهم ، دول ناس درسوا و صرفوا و اشتغلوا و تعبوا و كدحوا .لكن انت مش محتاج لكل ده انت مش محتاج تدرس سياسة عشان تبقى سياسى ولا محتاج تشتغل ليل نهار و تتعب مجرد استاتس و صورة بروفايل حلوة كده على زوقك هتوصل الفكرة و وقفة جعجعة كل شهر ولا شهرين .و كده تبقى انت سياسى بطل مناضل من غير تعب ولا وجع دماغ .هل معنى ده ان كل الشباب اللى بنسمع عنهم فى المعارضة على نفس الوتيره لا بالطبع انا مقصدتش ده لكن للاسف الاغلبية بتبقى على نفس الوتيره و النموذج ده من الشباب بيكون عامل فشل فى اى مشروع حراك سياسى .

الأحد، 16 أغسطس 2009

عن الحوارات المفتوحة بين الحكومة و الشباب المصرى

ظاهرة من ظواهر التحول الديمقراطى الذى تمر به مصر الان هى الحوارات المفتوحة بين المسئولين من الحكومة و الشباب المصرى و هذا و ان دل يدل على التطور الفكرى السياسى للمسئولين المصريين و اتجاه الدولة للاهتمام بالشباب و اراء الشباب و التدريب على ثقافة الديمقراطية منذ الصغر فهو بالفعل الفكر الجديد للعبور للمستقبل .و كم تمنيت ان اشارك فى مثل هذه الحوارات حتى ابدى رأيى و استفيد من خبرات المسئولين فى مصر كنوع من التفاعل لاثقال النفس فكريا حتى استطيع ان اقدم الافضل لوطنى فى المستقبل ، و بالفعل جائت الفرصة ان اشارك فى احدى هذه الحوارات المفتوحة و يا لها من فرصة .فى اجازة نصف العام ذهبت رغم انفى لتأدية خدمة التربية العسكرية بعد تأخير دام ثلاث سنوات و التى من دونها لا استطيع ان احصل على شهادة التخرج ، و لم اكن اعلم الغاية من وراء هذه المادة العسكرية هل هو بالفعل تدريب عسكرى للشباب المصرى ؟ ان كان كذلك فيا لها من فكرة جيدة و انه لامر مشوق ان اتعرف على الحياة العسكرية .و لكن مع بداية الدورة التربيوية العسكرية لم اجد فى برنامج الدورة ما له علاقة باى نشاط عسكرى فعدد الطلاب ضخم و من المستحيل ان تكفل الدولة تدريب عسكرى لهذا العدد من الطلاب فلم نحصل على اى تدريب عسكرى و لم نرى ما هو له علاقة بالحياة العسكرية سوى الازياء الرسمية للضباط المسئولين فتسائلت اذن ما هو سبب وجودنا اهو مجرد اجراء روتينى متخلف مثلما تعودنا دائما من حكومتنا النظيفة ؟ و عندما سألنا الضابط المسئول عن الدورة ذو الشخصية الكاريزمية القوية عن اسباب وجودنا جائنا رد فاتر مبهم بأن التربية العسكريى ستكسبنا الالتزام بالمواعيد و الاستيقاظ مبكرا و هذا شيء شديد الاهمية فى الحياة العملية .اذن فالحكومة المصرية قد وصل بها الاهتمام بشباب مصر درجة انها تكسب الشباب المصرى كل وسيلة نجاح فى مجاله العملى بداية من التعليم المتقدم و التنشئة الاجتماعية الرفيعة المستوى وصولا للاستيقاظ المبكر .و لكن بعد عدة ايام سرعان ما اتضح لنا سبب وجودنا الحقيقى و هو المشاركة فى ندوات رسمية يصحبها حوار مفتوح مع الشباب المصرى كان اهمها ندوة الدكتور مفيد شهاب و التى اعدها الضباط اعدادا جيدا مع التأكيد على التعليمات الخاصة بالطلاب فنحن فى الحقيقة طلاب التربية العسكرية ننفذ الاوامر رغم عن انفنا لكن امام اجهزة الاعلام فنحن شباب مصر من طلاب جامعة حلوان قد جئنا من تلقاء نفسنا لحضور الحوار المفتوح مع الدكتور الوزير مفيد شهاب . فيجب ان لا نلتزم بزى التربية العسكرية فى هذه الندوة و من التعليمات الهامة التهليل و التسقيف الحار عند سماع كلمة السيد الرئيس محمد حسنى مبارك فى اى وقت خلال الندوة و بالطبع تم تجهيز عدد من الشباب ببعض الكلمات الشعرية الافتتاحية للترحيب من قلبهم بالوزير المحبوب .و اللافتات معلقة شباب جامعة حلوان يؤيدون الرئيس ، شباب جامعة حلوان يؤيدون السيد الرئيس فى موقفه تجاه القضية الفلسطينية ( مع التزامن مع احداث غزة ) و خلافه .اما التحضير للجزء الاهم من الندوة و هو الحوار المفتوح فقد أكد الضابط المسئول انه يرحب بالديمقراطية لكن الديمقراطية تحتاج للادب . فمن يريد ان يسأل سؤالا فليعرضه اولا على الضابط المسئول قبل الندوة بعدة ايام فأن وافق عليه فمن حقه ان يسأله و ان لم يوافق فلا يحق بالطبع و هذا كنوع من الاحترام و التنظيم و بالتأكيد الخوف من اى معارضة . و تم تجهيز عدد من الاسئلة و طباعتها و تم تحديد الطلاب الذين سيلقون الاسئلة على السيد الوزير مصحوبة بعبارات الحب و الترحيب . يعلم الضابط المسئول تمام العلم عقلية الشاب المصرى فأكد ان من يلتزم بالتعليمات خلال الندوة سيحصل على شهادة التربية العسكرية الخاصة به فى نفس اليوم مع العشاء فى الليل اما من ينحاز عن التعليمات و يصدر اى فعل بطولى و يعترض او يفضح التمثيلية او يتجرأ و يسأل اى سؤال من تلقاء نفسه فسيتم الغاء التربية العسكرية الخاصة به و بالتالى يمنع من الحصول على شهادة التخرج .و بالفعل التزم الجميع بالتعليمات فكان الطلاب يهللون و هم من داخلهم مشحونون بالغضب ليس لانهم مارسوا النفاق او انهم من المعارضة او لان حريتهم مكبوته لكن الندوة كانت قد جائت فى وقت متأخر متزامن مع مباراة هامة للنادى الاهلى .و فى اليوم التالى قرأت و شاهدت خبر الندوة فى الصحف و وسائل الاعلام الرسمية على اساس أن الالف من طلاب جامعة حلوان احتشدوا مع الدكتور مفيد شهاب لتأييد السيد رئيس مبارك فى موقفه تجاه القضية الفلسطينيه و رفض اى اهانة لوطنهم الحبيبب مصر ! و انتهت الدورة و بالفعل قد اكتسبت عدد من الصفات الجديدة خلال الدورة من المؤسسة العسكرية المصرية كان اهمها النفاق ! و للحديث بقية .

عام من الحوار مع شباب الحزب الوطنى

بينما اتفقد ملف التعريف الخاص بى فى موقع الفيس بوك على الشبكة العنكبوتية العالمية ظهر لى واصل خاص بشباب الحزب الوطنى دعوة للحوار يبدأها الشباب لمن يرغب فى النقاش من اجل مستقبل مصرهم الحبيبة مع العلم ان كل كلمة ستسجل فى الحوار سوف تنتقل الى الاب الروحى لشباب الحزب الوطنى السيد ولى العهد جمال محمد حسنى مبارك .هى دعوة من شباب منفتح على الاخر يريد ان يتواصل معه على عكس شباب المعارضة ممن يعترضون من اجل الاعتراض و يهجمون و يسبون .و مرت فى ذهنى ذكري حوارى مع شباب الحزب الوطنى الذى استمر لعام كامل على الانترنت و بدأت بشكل لا ارادى تدوين تلك الذكري .منذ حوالى عام بدأت الحوار و النقاش مع شباب الحزب الوطنى فى موقع الفيس بوك فى عدد كبير من المجموعات الخاصة بالحزب الوطنى اردت ان اعلم كيف يفكر هذا الشاب المنضم للحزب الوطنى .و استمر النقاش و الحوار لفترة طويلة و قابلت العديد من الشباب سواء من المعارضة او من شباب الحزب الوطنى و سأحاول فى تلك التدوينة ان الخص اهم ما وصلت اليه .لماذا الحزب الوطنى ؟لا نستطيع ان نعمم سبب واحد لانضمام اعضاء الحزب الوطنى ممن قابلت و حاورت للحزب الوطنى فتعددت الاسباب و الحزب واحد .فستجد من شباب الحزب الوطنى من انضم من اجل الحصول على دورات كمبيوتر و دورات لغات ولا يوجد له اى علاقة بالسياسة و ايضا ستجد من هو انضم من اجل حبه لممارسة الرياضة و الدورات الرياضية و طبعا المصالح اللى بتطلع منها !و ايضا هناك من انضم وراثه ولد فوجد اهله فى الحزب فانضم هو الاخر دون اى فهم و هناك من قال لى عن سبب انضامه ان والده اكد له اهمية كارنيه الحزب الوطنى بالبلدى لو وقع فى اى مشكلة الكارنيه ممكن يبقى سند ليه خصوصا مع الشرطة . يعنى نوع من انوع السيلف ديفنس .و هناك من انضم من اجل الوصولية و الترقى للاعلى و الحزب بالتاكيد سيساعده على ذلك فان اردت ان تكون عضو او رئيس اتحاد اى كلية فى اى جامعة فى مصر فلتنضم للحزب الوطنى اولا .و هناك من يعانى من سذاجه سياسية و هم شباب شديد اللطف و البراءه فهم انضموا من اجل الفكر الجديد و العبور للمستقبل و هذا النموذج عادة ما تجده ينظر للوضع المصرى نظره سطحية كأنه يعيش فى مصر اخرى غير مصر التى نراها . و تتعدد و تتعدد الاسباب السطحية المتخلفة للانضمام للحزب و منها الكومودية ايضا مثل ذلك الشاب الذى يدعى انه مطرب و يريد دعم السيد جمال مبارك له حتى يشتهر . اما الفئة الاعلى التى لديها اسباب اكثر جدية للانضمام للحزب و هم الفئة الاقل فحجتهم ان دعم الحزب الوطنى و السيد جمال مبارك هو دعم لاستقرار مصر لان لا يوجد بديل فى المعارضة المصرية يضمن استقرار مصر و البديل الوحيد عن الحزب الوطنى سيكون الاخوان المسلمين و التى بدورها ستنهى حالة الاستقرار التى تعيشها مصر و بالتالى خوفا على مصر من الاخوان يجب ان نؤيد الحزب الوطنى اتباعا منطق اللى نعرفه احسن من اللى منعرفوش .* الحوار :حين بدأ الحوار لم اجد ذلك الترحيب و الانفتاح و تقبل الاخر المزعوم و لكن فوجئت بهجوم عنيف و سب و غياب للموضوعية الا من رحم ربى ففى عدد من الجروبات تم رفض التحاور نهائيا و مسح اى كلمة اكتبها على الفور و لكن فى عدد اخر من المجموعات سمح لى المؤسسين بالحوار و بالفعل قد كان و لم اكن وحيدا من جانب المعارضة فى هذا النقاش المطول فكان معى عدد من الشباب من مختلف التيارات اهمهم الاستاذ رامى كامل ( حزب مصر الليبرالى ) الانسة رشا بدوى ( حزب تجمع و شباب 6 ابريل )و طرحنا عدد من الاسئلة كان اهمها :كيف يريد شباب الحزب الوطنى مصلحة الوطن و هم يؤيدون نظام سلطوى متخلف ؟ اليس من التخلف السياسى ان تنتخب شخص لشخصه قبل حتى ان يرشح نفسه كرئيس جمهورية اليس هذا دليل على ان النظام السياسى المصرى قائم على شرعية كاريزمية متخلفة ؟ان كان شباب الحزب الوطنى بالفعل شباب يمارس العمل السياسى و الاكثر ثقافة سياسية فما هى الايديولوجية السياسية التى يتبعها الحزب الوطنى ؟كيف و انت مصرى و وطنى تؤيد النظام المسئول على هذا الكم من الخراب فى كافة المجالات ؟و بعد عدد من النقاشات طويلة نمت عن تدنى مستوى الثقافة السياسية لشباب الحزب من جهل بالنظم السياسية او الايديولوجيات السياسية بعد حوار و شد و جزب لشرح الفرق بين النظام السلطوى و النظام الديمقراطى و الايديولوجيات السياسية حتى يستطيع الشباب فهم الاسئلة المطروحة و الاجابة عليها جاء الرد :من وجهة نظرهم ان النظام السياسى السلطوى فى كثير من الاحيان هو الافضل من النظام السياسى الديمقراطى و مصر لا تستطيع الان ان تستوعب نظام سياسى ديمقراطى لوجود ( الشماعة ) الاخوان المسلمين و ايضا غياب الثقافة السياسية لدى الشعب المصرى الذى لا يستطيع ان يمارس الديمقراطية و نحن فى ظل الحكم الرشيد للرئيس محمد حسنى مبارك لا نحتاج لنظام ديمقراطى فالافضل السلطوية و الحكم الشمولى و اضاف البعض مسيسا للدين ان الحكم الشمولى هو من الاسلام حيث ان الاسلام ينص على طاعة ولى الامر و ان الخروج عليه و الاعتراض عليه كفر و ربنا يهدى المعارضة !و بخصوص انتخاب جمال مبارك قبل ان يرشح نفسه او يقدم برنامجه و الذى يعد من التخلف السياسى ان تؤيد شخص لشخصه لا ان تؤيد فكر و برنامج سياسى يضمن مصلحتك و يتسق مع فكرك السياسى كان الرد انهم لم ينتخبوه بعد لكنهم يريدون منه ان يرشح نفسه حتى ينتخبوه لانهم واثقين تمام الثقة من حسبه و نسبه و خلقه و نيته الصافية و حبه للوطن غير انه درس الاقتصاد و تربى تربية عسكرية الى جانب انه شاب يسعى للتجديد و التغيير و هم دائما و ابدا شديدى الثقة بانه الافضل لمصر .اما السؤال الثالث الخاص بالايديولوجية السياسية فلم يقدم اى من شباب الحزب اى رد مقبول او واقعى فالبعض قال بكل ثقة ليبرالى ( اى ليبرالية فى ظل نظام سلطوى ) و اخر رد عليه مناقضا و قال اسلامى و اخر قال اننا نتميز باللامركزية الايديولوجية نوع من الملوخية السياسية تقدر تقول خلطة من كله اشتراكى على رأسمالى على ليبرالى على محافظ سمك لبن تمر هندى ! كم اعجبت بالرد الخاص بالسؤال الرابع فمن وجهة نظرهم ان المسئولين السياسيين اكرر المسئولين هم غير مسئولين عن هذا الخراب فهذا الخراب متواصل و السبب الرئيسى فيه هو الشعب فماذا تفعل الحكومة مع غياب الضمير و الغش و السرقة و انعدام المسئولية و الكسل الذى يتسم به الشعب المصرى بل ان ذهب بعضهم افتراضا ان لو تم استبدال الشباب المصرى بشباب المانى على سبيل المثال ستكون البلد فى افضل حال و اعجبنى هذا المثل لان بالفعل لو تم الاستبدال سيثور هذا الشباب على النظام المتخلف و يتم وضع نظام سياسى متقدم يرفع من شأن البلاد فأن اردنا ان نحمل شعب مصر المسئولية فهى مسئولية السكوت على هذا النظام الفاسد المتخلف اه ذكريات و للحديث بقية .

الاثنين، 29 يونيو 2009

نسبية المقاومة

فى حوار مع شاب ممن يمثلون تيار المقاومة و العروبة فى مقياس عصرنا الحالى ، هو ممن يدعون معاهدة كامب ديفيد بمعاهدة العار و يأبى اى تعامل او سلام مع الصهاينة و الامريكان ، لا بديل للمقاومة حتى النصر ولا تنازل عن الحقوق و عن الارض العربية تحت اى مسمى فأتفاقية السلام باطلة و من اقروها هم الخونة العملاء .
فأردت ان استكشف ماهية رؤية هذا الشخص و ما هى تلك المقاومة التى يتحدث عنها . عن كامب ديفيد يقول انها معاهدة العار رمز للخيانة و العمالة . فسألت و ماهو البديل ؟ ماذا ان وضعنا انفسنا فى نفس الموقف السياسى و العسكرى السابق للمعاهدة بل لمبادرة السلام فما هو البديل من وجهة نظرك .
القتال و تحرير الارض عسكريا كاملة ؟ اتفقنا انه كان من المستحيل فى ظل الموقف العسكرى حينها ان تتقدم القوات المصرية دون غطاء جوى و تحرر الارض .
فتسألت مرة أخرى ما دمنا قد اتفقنا على ان الخيار العسكرى بات مستحيلا حينها فما هو البديل غير التفاوض ؟
و قد وصل بنا التفاوض الى معاهدة كامب ديفيد و طالما قبلت بالتفاوض السياسى اذن فلا بد ان تقبل بالتنازلات .
فرد و قال ان له ان يبقى الحال كما هو عليه افضل من مثل هذا التفاوض و مثل تلك المعاهدة .
و هنا توقفت عند هذا الرأى من وجهة نظره ان يظل الوضع كما هو عليه سيطرة مصرية لحد اقصى 15 كم فى عمق سيناء اما البقية تبقى تحت الاحتلال الاسرائيلى حتى يأتى اليوم الذى هو فى علم الغيب الذى نتفوق فيه عسكريا و نقضى على الكيان الصهيونى . تلك هو وجهة نظره . الصادم فى هذا الرأى أنه نفس رأى الزعيم الصهيونى وزير الدفاع الاسبق موشى ديان . و الذى كان يمثل تيارا راديكاليا فى بلاده ففى مذكراته ذكر اعتراضه على مفاوضات السلام و انه يرى ان من الافضل الحفاظ على الوضع كما هو حيث ان معظم سيناء تحت سيطرة اسرائيل و اقامة خط دفاع و استكمال التوسع الاستيطانى السريع ، و بهذا يشكل ضغط على مصر و فى المستقبل الاستعداد لاسترداد باقى سيناء او صد اى هجوم متوقع من مصر .

زاد تأملى فى هذا التوافق فى وجهات النظر فمن احدثه يمثل التيار الراديكالى العربى و موشى ديان يمثل التيار الراديكالى الصهيونى فهل تخدم التيارات الراديكالية بعضها الاخر .
تأملت من حولى و نظرت فتطرف طالبان خدم التوسع الاستعمارى الامريكى و التوسع الاستعمارى الامريكى ادى لازدهار تيارت العنف و التطرف فى الشرق الاوسط .
و عدت لاتأمل ما هى المقاومة فشكلا هذا الشخص الذى يحدثنى يمثل المقاومة العربية التيار الذى تمسك بمبادئه حتى اليوم فى مقابل التيار الساداتى الخائن العميل . هذا هو الظاهر لكن لو نظرنا موضوعيا للباطن فتيار الخيانة و العمالة استطاع ان يحرر ارضا عربية مصرية اما تيار المقاومة فلم يحقق اى تقدم ليومنا هذا بل اكثر من ذلك فهذا الشخص اتفقت رؤيته مع التيار الراديكالى الصهيونى فى التنازل عن اكثر من ثلثى سيناء فشكلا هذا التيار تيار المقاومة الثابت على مبادئه اما موضوعا فأراء هذا التيار لا تتوافق ولا تخدم غير مصلحة التيار الصهيونى الراديكالى كما رأينا . ماذا لو كنا اخذنا برأى المقاومين الابسال و رجعنا عن رأى العملاء الخونة و ما كانت هناك معاهدة كامب ديفيد و اتفاقية سلام لكانت احتفظت مصر ب 15 كم داخل سيناء و ترك البقية للاستعمار الصهيونى و المستوطنات الصهيونية استعمار مدنى عسكرى .
هذا هو البديل الذى قدمه الشاب المقاوم الذى رفض الاعتراف باتفاقية العار اتفاقية السلام .
و من السبعينيات حتى الان ماذا حقق هذا التيار فيوميا يغوص الاستعمار فى الاراضى العربية المحتلة و ليس استعمار عسكرى فحسب بل استعمار مدنى فعلى سبيل المثال فى الجولان الاغلبية السكانية اصبحت اسرائيلية و القدس و غيرها و غيرها .
فهل اصحاب تيار المقاومة مقاومون ؟ من المقاوم ؟ من مارس السياسة و استطاع ان يسترد جزء من الارض المحتلة ام من رأى التسليم للاستعمار حتى يحين الوقت لاسترداد الارض كاملة ؟ فمن اتبعوا الرأى الثانى و ظلوا على موقفهم لم يستردوا اى ارض بل غاصت اراضيهم و تغوص يوما بعد يوم فى الاستعمار و يقتل من ابنائهم يوما بعد يوم الالاف .
انظر حولك مرة اخرى و ترى حركة حماس حركة المقاومة الفلسطينية او فرع الاخوان المسلمين فى فلسطين ممن ثبتوا على مبادئهم و يمثلون تيار المقاومة . فهم يمطرون سماء المستوطنات الاسرائيلية بالصواريخ تلك هى امكانياتهم العسكرية التى يبذلون بها اقصى مجهود كقتال مشروع لتحرير الارض .
مرة اخرى ظاهريا شكلا تلك الصواريخ هى رمز الصمود و المقاومة و الحرية ، الرغبة فى تحرير الارض الدفاع عن حق الوجود .
اما موضوعا فعسكريا تلك الصواريخ لا تحقق الهدف المرجو منها و هو تحرير الاراضى الفلسطينية المحتلة عسكريا تأثيرها العسكرى شديد الضعف . و لكن تأثيرها الاعلامى شديد القوة لكن فى خدمة العدو فتلك الصواريخ لا تغطى فقط سماء اسرائيل و لكن تغطى جرائم و استعمار اسرائيل . تلك الصواريخ هى صواريخ اعلامية تستخدمها اسرائيل فى العالم و خاصة الغرب للتغطية على الجرائم الاسرائيلية و الاستعمار الصهيونى افضل استغلال فترى الحقائق منقلبة و تصبح اسرائيل هى الدولة المقهورة و فلسطين هى مجموعة من العرب الارهابيين ممن يقتلوا المدنيين .
فشكلا تلك الصواريخ هى رمز المقاومة الفلسطينية لكن موضوعا هى صواريخ اعلامية اسرائيلية .

و اعود بذاكرتى التاريخية لعام 1924 م و حادث مصرع السير لى ستاك سردار الجيش المصرى فى السودان التى كانت خاضعة لاتفاقية الحكم الثنائى بين مصر و انجلترا و التى اعتبرها الوطنيون من المصريون انها اتفاقية باطلة . فى تلك الفترة كانت حكومة الثورة المنتخبة من الشعب حكومة سعد زغلول تتولى المشاركة فى حكم البلاد و كان هناك حالة من التقدم الملحوظ فى المسألة المصرية داخليا و خارجيا .
و لكن مجموعة من الشباب الوطنيين المصريين قرروا ان يقدموا لبلادهم عملا بطوليا . و بالفعل تم الحدث و هو اغتيال السير لى ستاك حاكم السودان بموجب اتفاقية السودان الباطلة .
فشكلا هذا العمل عملا بطوليا يعبر عن رغبة الشعب المصرى فى التحرر من الاستعمار البريطانى . هو عمل من صميم المقاومة الشعبية و تعبير للغضب المصرى .
لكن موضوعا فى اى مصلحة صب هذا العمل ؟ الاجابة هى فى مصلحة الاستعمار الانجليزى لمصر فقد ترتب عليه استقالة الوزارة المنتخبة من قبل الشعب ، تغريم مصر 500 الف جنيه تعويض ، سحب القوات المصرية من السودان كاملة و انفراد انجلترا بالسودان ، عودة التدخل الاجنبى لحماية المصالح الاجنبية فى مصر اى التدخل الامنى الانجليزى الداخلى مرة اخرى ، و غيرها و غيرها من النتائج السلبية التى صبت فى مصلحة انجلترا و لم تصب اى منها فى مصلحة مصر .
و اعود و اتسائل ما هى المقاومة ؟ هل هى فى الشكل ام فى المضمون ؟

و اسرح مرة اخرى بذاكرتى التاريخية لعام 1192 هو تاريخ عقد صلح الرملة الذى عقده القائد المسلم صلاح الدين الايوبى مع ملك انجلترا ريتشارد قلب الاسد بعد قتال عنيف .
هذا الصلح ضمن سيطرة المسلمين على القدس و الكثير من الاراضى التى كانت قبل الاحتلال الصليبى و لكن فى المقابل فقد تنازل للصليبيين عن كثير من المدن خاصة الساحلية منها من صور الى يافا و اعترف بحق الوجود الصليبى فى تلك الاراضى العربية المحتلة .
و على مر الزمان اعتبر المؤرخين و المحللين صلاح الدين على اساس انه رمزا للمقاومة و النضال .
لكن هل لو عكسنا تلك الاحداث بالمفاهيم الحديثة للمقاومة مثل تلك المفاهيم التى يحملها صديقى ، تيار الممانعة تيار اتفاقية العار . فصلاح الدين حقق اقصى ما يمكن بالاماكن المتاحة امامه فحرر القدس و لكنه تنازل عن العديد من الاراضى العربية للصليبيين اى انه لم يحرر الارض كاملة و السادات حقق اقصى ما يمكن بما اتاح امامه و قدم التنازلات اهمها الاعتراف بوجود اسرائيل . كلاهما مارسا السياسة و حققوا ما استطاعوا من مكاسب الاول اعترف بالوجود الصليبي و الثانى اعترف بالوجود الاسرائيلى على الرغم و مازلنا نوصف الاول على انه رمزا للمقاومة اما الثانى على اساس انه رمزا للخيانة ! فهل بمقاييس مقاومي هذا العصر يعد صلاح الدين مقاوم ام عميل ؟ بتحليل هذا الشاب فهو خائن و عميل لانه اعترف بالوجود الصليبى على الاراضى العربية .
فمن هو المقاوم و من العميل ؟