هذه الجملة تعد من جمل التراث الشعبى العام المصرى التى ترددت و حفظها الناس الى عصرنا الحالى ؛ و تاريخ ظهورها و انتشارها فى بداية القرن العشرين عندما كانت تعانى مصر من الاحتلال الانجليزى و كان الشعب يرمى الانجليز بتلك الجملة الشعبية . ما جذب انتباهى فى تلك الجملة هو كلمة كبة بضم الكاف ؛ فكلمة كبة فى العصر الحالى تستخدم فى اللغة العامية المصرية لوصف الشىء الكئيب او الانسان الكئيب لكن هل كان المصريون يقصدوا بها هذا المعنى عند قولها لعسكر الانجليز ؟. فالاجابة لا حيث ان تلك الكلمة فى اللغة العربية فى الاصل كان العرب يقصدون بها مرض ياتى فى رقبة الانسان و كان منتشر فى المناطق الحارة و يعطى لرقبة الانسان شكل غريب او مخيف احيانا و لكن فى مصر و منذ حوالى القرن الثامن عشر بدا المصريون فى استخدام هذه الكلمة كبة للتعبير عن مرض الطاعون و ظل هذه الاستخدام شائعا حتى وقت الاحتلال الانجليزى اذن فبهذا نستشف ان المصريين كانوا يقصدون بتلك الجملة تمنى اصابة الانجليز ببلاء الطاعون الذى سيخلصهم منهم . و هذا المعنى يأخذنا الى جانب شديد الاهمية فى شخصية المصرى فعند مواجهته للصعاب فدائما ما يسعى الى التشبث بقوى خارجية قدرية للتخلص من تلك الصعاب فهو ينتظر الطاعون ليخلصه من عسكر الانجليز . و لعل هذا يفسر لنا فى العصر الحديث على الصعيد السياسى مدى اهتمام الشعب المصرى بالتغيرات السياسية الخارجية او الخارجة عن ارادته التى ليس له دور فيها على امل ان تلعب بتغيير لمصلحته فنرى على سبيل المثال دى اهتمام المصريين بالنتخابات الرئاسية الامريكية و انتظار الرئيس الامريكى الجديد على امل حدوث تغير فى السياسات العالمية يهدف لمصلحة المصرى . فهى نفس نظرية الكبة انتظار التغيير القدرى الذى لا يوجد للمصرى دور فى حدوثه . و لكن دعونا نتبع سويا ما حصل قديما و نقيس عليه فهل خرج الانجليز من مصر بسبب الكبة ام بسبب كفاح شعبى سياسى ديبلوماسى من الحزب الوطنى الى ثورة 19 الى دستور 23 ثم معاهدة 36 ثم الكفاح الشعبى فى منطقة قناة السويس وصولا لمعاهدة 1954 و الجلاء 1956 .
و بهذا فأن نظرية الكبة قديما قد فشلت . و نظرية الكبة ظهرت كثيرا فى التاريخ المصرى و لم تنجح بل ما نجح هو نقيضها بوجود العزيمة و الرغبة فى التغيير لدى المصرى لا انتظار التغيير من عوامل خارجية لا يد له فيها . و الان مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الامريكية تتكرر نظرية الكبة فهل ستنجح تلك المرة ...... أشك .
و بهذا فأن نظرية الكبة قديما قد فشلت . و نظرية الكبة ظهرت كثيرا فى التاريخ المصرى و لم تنجح بل ما نجح هو نقيضها بوجود العزيمة و الرغبة فى التغيير لدى المصرى لا انتظار التغيير من عوامل خارجية لا يد له فيها . و الان مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الامريكية تتكرر نظرية الكبة فهل ستنجح تلك المرة ...... أشك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق