الأحد، 16 أغسطس 2009

عن الحوارات المفتوحة بين الحكومة و الشباب المصرى

ظاهرة من ظواهر التحول الديمقراطى الذى تمر به مصر الان هى الحوارات المفتوحة بين المسئولين من الحكومة و الشباب المصرى و هذا و ان دل يدل على التطور الفكرى السياسى للمسئولين المصريين و اتجاه الدولة للاهتمام بالشباب و اراء الشباب و التدريب على ثقافة الديمقراطية منذ الصغر فهو بالفعل الفكر الجديد للعبور للمستقبل .و كم تمنيت ان اشارك فى مثل هذه الحوارات حتى ابدى رأيى و استفيد من خبرات المسئولين فى مصر كنوع من التفاعل لاثقال النفس فكريا حتى استطيع ان اقدم الافضل لوطنى فى المستقبل ، و بالفعل جائت الفرصة ان اشارك فى احدى هذه الحوارات المفتوحة و يا لها من فرصة .فى اجازة نصف العام ذهبت رغم انفى لتأدية خدمة التربية العسكرية بعد تأخير دام ثلاث سنوات و التى من دونها لا استطيع ان احصل على شهادة التخرج ، و لم اكن اعلم الغاية من وراء هذه المادة العسكرية هل هو بالفعل تدريب عسكرى للشباب المصرى ؟ ان كان كذلك فيا لها من فكرة جيدة و انه لامر مشوق ان اتعرف على الحياة العسكرية .و لكن مع بداية الدورة التربيوية العسكرية لم اجد فى برنامج الدورة ما له علاقة باى نشاط عسكرى فعدد الطلاب ضخم و من المستحيل ان تكفل الدولة تدريب عسكرى لهذا العدد من الطلاب فلم نحصل على اى تدريب عسكرى و لم نرى ما هو له علاقة بالحياة العسكرية سوى الازياء الرسمية للضباط المسئولين فتسائلت اذن ما هو سبب وجودنا اهو مجرد اجراء روتينى متخلف مثلما تعودنا دائما من حكومتنا النظيفة ؟ و عندما سألنا الضابط المسئول عن الدورة ذو الشخصية الكاريزمية القوية عن اسباب وجودنا جائنا رد فاتر مبهم بأن التربية العسكريى ستكسبنا الالتزام بالمواعيد و الاستيقاظ مبكرا و هذا شيء شديد الاهمية فى الحياة العملية .اذن فالحكومة المصرية قد وصل بها الاهتمام بشباب مصر درجة انها تكسب الشباب المصرى كل وسيلة نجاح فى مجاله العملى بداية من التعليم المتقدم و التنشئة الاجتماعية الرفيعة المستوى وصولا للاستيقاظ المبكر .و لكن بعد عدة ايام سرعان ما اتضح لنا سبب وجودنا الحقيقى و هو المشاركة فى ندوات رسمية يصحبها حوار مفتوح مع الشباب المصرى كان اهمها ندوة الدكتور مفيد شهاب و التى اعدها الضباط اعدادا جيدا مع التأكيد على التعليمات الخاصة بالطلاب فنحن فى الحقيقة طلاب التربية العسكرية ننفذ الاوامر رغم عن انفنا لكن امام اجهزة الاعلام فنحن شباب مصر من طلاب جامعة حلوان قد جئنا من تلقاء نفسنا لحضور الحوار المفتوح مع الدكتور الوزير مفيد شهاب . فيجب ان لا نلتزم بزى التربية العسكرية فى هذه الندوة و من التعليمات الهامة التهليل و التسقيف الحار عند سماع كلمة السيد الرئيس محمد حسنى مبارك فى اى وقت خلال الندوة و بالطبع تم تجهيز عدد من الشباب ببعض الكلمات الشعرية الافتتاحية للترحيب من قلبهم بالوزير المحبوب .و اللافتات معلقة شباب جامعة حلوان يؤيدون الرئيس ، شباب جامعة حلوان يؤيدون السيد الرئيس فى موقفه تجاه القضية الفلسطينية ( مع التزامن مع احداث غزة ) و خلافه .اما التحضير للجزء الاهم من الندوة و هو الحوار المفتوح فقد أكد الضابط المسئول انه يرحب بالديمقراطية لكن الديمقراطية تحتاج للادب . فمن يريد ان يسأل سؤالا فليعرضه اولا على الضابط المسئول قبل الندوة بعدة ايام فأن وافق عليه فمن حقه ان يسأله و ان لم يوافق فلا يحق بالطبع و هذا كنوع من الاحترام و التنظيم و بالتأكيد الخوف من اى معارضة . و تم تجهيز عدد من الاسئلة و طباعتها و تم تحديد الطلاب الذين سيلقون الاسئلة على السيد الوزير مصحوبة بعبارات الحب و الترحيب . يعلم الضابط المسئول تمام العلم عقلية الشاب المصرى فأكد ان من يلتزم بالتعليمات خلال الندوة سيحصل على شهادة التربية العسكرية الخاصة به فى نفس اليوم مع العشاء فى الليل اما من ينحاز عن التعليمات و يصدر اى فعل بطولى و يعترض او يفضح التمثيلية او يتجرأ و يسأل اى سؤال من تلقاء نفسه فسيتم الغاء التربية العسكرية الخاصة به و بالتالى يمنع من الحصول على شهادة التخرج .و بالفعل التزم الجميع بالتعليمات فكان الطلاب يهللون و هم من داخلهم مشحونون بالغضب ليس لانهم مارسوا النفاق او انهم من المعارضة او لان حريتهم مكبوته لكن الندوة كانت قد جائت فى وقت متأخر متزامن مع مباراة هامة للنادى الاهلى .و فى اليوم التالى قرأت و شاهدت خبر الندوة فى الصحف و وسائل الاعلام الرسمية على اساس أن الالف من طلاب جامعة حلوان احتشدوا مع الدكتور مفيد شهاب لتأييد السيد رئيس مبارك فى موقفه تجاه القضية الفلسطينيه و رفض اى اهانة لوطنهم الحبيبب مصر ! و انتهت الدورة و بالفعل قد اكتسبت عدد من الصفات الجديدة خلال الدورة من المؤسسة العسكرية المصرية كان اهمها النفاق ! و للحديث بقية .

ليست هناك تعليقات: